خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 5 رمضان 1445هـ ، الموافق 15 مارس 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : رمضان شهر الطاعات، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 مارس 2024م ، بعنوان : رمضان شهر الطاعات ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
رمضان شهر الطاعات
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) سورة البقرة (183).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، ها نحن أولاء نعيش شهر رمضان المبارك، منحة السماء لأهل الأرض، هدية رب العالمين لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فها هو رمضان موسم الخيرات والعبادات والطاعات والبركات، فالسعيد حقاً من اغتنم هذه الفرصة ليحظى بأجر وثواب هذه الأيام المباركة، وما أكثر أبواب الخير وأنواع العبادات في رمضان، فقد أخرج المنذري وغيره بسند فيه مقال عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال ((خطبنا رسولُ اللهِ ﷺ في آخرِ يومٍ من شعبانَ قال يا أيُّها النّاسُ قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ مباركٌ شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، شهرٌ جعل اللهُ صيامَه فريضةً وقيامَ ليلِه تطوُّعًا من تقرَّب فيه بخَصلةٍ من الخيرِ كان كمن أدّى فريضةً فيما سواه ومن أدّى فريضةً فيه كان كمن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه وهو شهرُ الصَّبرِ والصَّبرُ ثوابُه الجنَّةُ وشهرُ المواساةِ وشهرٌ يُزادُ في رزقِ المؤمنِ فيه من فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبِه وعِتقَ رقبتِه من النّارِ وكان له مثلُ أجرِه من غيرِ أن يُنقصَ من أجرِه شيءٌ قالوا يا رسولَ اللهِ ليس كلُّنا يجِدُ ما يفطِّرُ الصّائمَ فقال رسولُ اللهِ ﷺ يُعطي اللهُ هذا الثَّوابَ من فطَّر صائمًا على تمرةٍ أو على شَربةِ ماءٍ أو مَذْقةِ لبنٍ وهو شهرٌ أوَّلُه رحمةٌ وأوسطُه مغفرةٌ وآخرُه عتقٌ من النّارِ من خفَّف عن مملوكِه فيه غفر اللهُ له وأعتقه من النّارِ واستكثِروا فيه من أربعِ خصالٍ خَصلتَيْن تُرضَوْن بهما ربَّكم وخَصلتَيْن لا غَناءَ بكم عنها؛ فأمّا الخَصلتان اللَّتان لا غَناءَ بكم عنهما فتسألون اللهَ الجنَّةَ وتعوَّذون به من النّارِ ومن سقى صائمًا سقاه اللهُ من حوضي شربةً لا يظمأُ حتّى يدخلَ الجنَّةَ)).
أيها المسلمون، وشهر رمضان ليست الطاعات والعبادات فيه قاصرة على الصيام فقط، بل يمكن القول بأنه لعظم الأجر والثواب فيه تفعل فيه أغلب العبادات والطاعات، ففي رمضان:
__ يحرص الصائم على الالتزام بآداب وأخلاق الصائم الحق، انطلاقاً من قوله تعالي ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) سورة البقرة (183) وكذلك جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ، قالَ: الصِّيامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أوْ شاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صائِمٌ مَرَّتَيْنِ والَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعامَهُ وشَرابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيامُ لِي، وأَنا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثالِها)).
__ من أبواب الطاعات في رمضان، قيام الليل في رمضان، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال ((كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يُرَغِّبُ في قِيامِ رَمَضانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ ﷺ والأمْرُ على ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ على ذلكَ في خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلافَةِ عُمَرَ على ذلكَ)).
وفى الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله أنه قال صلى الله عليه وسلم ((مَن قامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)) وهكذا فإن صلاة القيام في رمضان لها اعتبار كبير، ولولا خشية أن تفرض علينا لواظب عليها نبينا صلى الله عليه وسلم كل ليلة من. ليالي رمضان، فعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى في المسجدِ ذاتَ ليلةٍ، فصلَّى بصلاتِه ناسٌ، ثم صَلَّى من القابلةِ، فكثُرَ الناسُ ثم اجتَمَعوا من الليلةِ الثالثةِ، أو الرابعةِ، فلم يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا أصبحَ قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم، فلمْ يمنعْني من الخروجِ إليكم إلَّا أنِّي خَشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم))، قال: وذلِك في رمضانَ.
وفى صحيح البخاري من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري ((خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لَيْلَةً في رَمَضانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذا النّاسُ أوْزاعٌ مُتَفَرِّقُونَ؛ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلاتِهِ الرَّهْطُ، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي أرى لو جَمَعْتُ هَؤُلاءِ على قارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ على أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرى والنّاسُ يُصَلُّونَ بصَلاةِ قارِئِهِمْ، قالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنامُونَ عَنْها أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وكانَ النّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ)).
وفى الحديث الآخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ كتب اللهُ له قيامَ ليلةٍ)).
__ كذلك من أبواب الطاعات في رمضان قراءة القرآن الكريم، وقراءة القرآن الكريم والاستماع إليه عموماً لها أجر وثواب كبير، قال تعالى ((وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) سورة الأعراف (204)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ((من قرأ القرآنَ فأعربَه فله بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ ومن قرأهُ فلحَن فله بكلِّ حرفٍ حسنةٌ)) وبمناسبة القرآن وشهر رمضان فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ)).
__ كذلك من أبواب الطاعات في رمضان ، زياره بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة وفى الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((عمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً)).
الخطبة الثانية
كذلك أيها المسلمون، من أبواب الطاعات في رمضان، إخراج الصدقات، والمسارعة في الخيرات، والسعي لقضاء حوائج الناس، والوقوف بجانب الفقراء والمساكين واليتامى والضعفاء، والسعي للإصلاح بين الناس، وصلة الأرحام وغيرها الكثير والكثير من أبواب الطاعات، وأريد هنا أن أختم بما يسر ويبشر كل طائع لله سبحانه وتعالى سواء كانت هذه الطاعة في رمضان أو غيره، فقد أخرج ابن أبى الدنيا، قال الحكم بن إبان، عند أبى مكى، (إذا حضر الرجل الموت، يقال للملك شم رأسه، قال أجد في رأسه القرآن، قال شم قلبه، قال أجد في قلبه الصيام، قال شم قدميه، قال أجد في قدميه القيام، قال حفظ نفسه فحفظه الله عز وجل).
اللهم تقبل منا الصيام والقيام واجعلنا من عتقائك من النار في رمضان
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف